في انتظار انطلاق مشروع ترميمه وحفظه: عودة الحركية السياحية للمعلم الأثري سيدي الهواي بوهران

شرع الديوان الوطني لتسيير الممتلكات الثقافية المحمية بوهران، في برمجة خرجات سياحية تثقيفية لصالح المواطنين عبر مسارات مختلفة تشمل الآثار والمعالم التاريخية بالولاية وهذا بعد تخفيف تدابير الحجر الصحي.
وقد بدأت أولى الخرجات نهاية الأسبوع الماضي، وذلك ضمن صنفين من المسارات، الأول خصص لأبواب وهران التاريخية، والثاني للمعالم الدينية وخاصة مساجد حي سيدي الهواري العتيق، وهذا بالإضافة لزيارات لأعالي جبل المرجاجو لاكتشاف  خبايا حصن سانتا كروز والآثار الأخرى هناك، وحسب ما تضمنته الصفحة الرسمية للديوان، فإن الخرجات ستكون مشيا على الأقدام وبأسعار رمزية ينطلق المسار بداية من المعلم الأثري « قصر الباي» بسيدي الهواري، و تدوم الجولة لساعتين ونصف من الزمن يوميا، حيث كانت الانطلاقة يومي الأربعاء و الخميس المنصرمين، ببرمجة خرجتين مجانيتين لجذب السياح المحليين ومن الولايات، على أن تعرف الأسابيع القادمة خرجات أخرى مدفوعة بمعدل أربع جولات سياحية كل أسبوع أنها وذلك إلى غاية نهاية الشهر.
للإشارة، فإن الديوان الوطني لتسيير الممتلكات الثقافية المحمية و بمعية متطوعين، قام خلال فترة الحجر الصحي السابقة، بعمليات تنظيف وتطهير مست عدة معالم، ما أعاد لها الاعتبار نسبيا في انتظار إخضاعها للترميم، كما تبرعت  بدورها، لجنة حي البلانتور، بـثمانية كراسي جماعية سيتم وضعها في باحات المعالم التاريخية، ليتسنى للزوار والسياح استغلالها خلال المحاضرات التثقيفية والتوجيهية التي يلقيها المرشدون عادة.
للتذكير، فقد تم تصنيف الحي العتيق سيدي الهواري في بداية سنة 2012 تراثا محميا، حيث يزخر هذا الحي الذي يتربع على 70 هكتارا، بعدة معالم تاريخية و أثرية يقدر عددها ب 70 معلما و حوالي 14 مكانا أثريا مصنفا وطنيا، و  يعود تاريخه لعدة حقب تؤرخ لما قبل التاريخ مرورا بالعهد العربي الإسلامي و من ثم الاحتلال الإسباني و كذلك الوجود العثماني إلى غاية زمن الاستعمار الفرنسي، و تم في 4 نوفمبر سنة 2014 طرح ملف ترميم وحفظ هذا الحي أمام الأمانة العامة للحكومة، حيث  تقرر تصنيفه كمنطقة محمية بموجب المرسوم التنفيذي الصادر سنة 2015 ، ويتعلق الأمر بتحديد وإنشاء القطاع المحمي  للمدينة القديمة لسيدي الهواري الصادر بالجريدة الرسمية، على أن يعنى بتنظيم خاص وبمشاريع خاصة، وقد رصد لهذا المشروع غلاف مالي من ميزانية الولاية قدر بـ  14 مليار دينار في سنة 2010  غير أن الظروف الاقتصادية  الصعبة التي أثرت على جميع القطاعات في السنوات الماضية، حالت دون إتمام الدراسة وتم تجميد المشروع، منذ أكثر من 5 سنوات، ليعود بعثه مؤخرا خلال جلسة لمناقشة وإثراء ملف قدمه مكتب دراسات لتولي عملية ترميم وحفظ المدينة القديمة لوهران.
وحسب العرض الذي قدمه مكتب الدراسات، فإن الإطار العمراني متدهور بشكل كبير وبأكثر درجة توجد مختلف القنوات والبنية التحتية في وضعية كارثية، وأن القطاع المحمي من المدينة القديمة سيدي الهواري، عرف خلال السنوات الأخيرة إهمالا وتهميشا ساهم في تدهور وضعيته، بالإضافة لوجود أحياء آهلة بالسكان وأخرى فارغة تماما، وخضوع الكثير من المباني لعمليات هدم وإعادة بناء لسكنات جديدة بعمران حديث لا علاقة له بالموروث التاريخي لعمران سيدي الهواري.
ومن بين العراقيل التي تواجه عمليات الترميم والتأهيل والحفظ لهذا الموروث، ذكر صاحب العرض، أن الكثير من المباني تابعة للخواص وأغلبها يا إما توفي أصحابها ولا يوجد أثر للورثة أو المكلفين بتسييرها أو أنها مبان غير مجهولة المالك، وهذا ما سيؤثر على الجانب القانوني للعملية، موضحا  خلال العرض الذي احتضنه مقر البلدية، أنه من الناحية الإجرائية، يجب وقف أي هدم أو تغيير للنمط العمراني الأصلي للقطاع المحمي، ومراقبة كل التغييرات التي طرأت على بعض المواقع في الحي أو في محيطه للحفاظ على المنظر العام، وغيرها من الإجراءات الرامية لضبط المخطط الدائم لحماية سيدي الهواري.
بن ودان خيرة