* نود الاستفادة من تجربة الجزائر في استغلال الفوسفات وصناعة الأسمدةاستقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، وزير الدولة وزير...
انتقل إلى رحمة الله المجاهد والوزير الأسبق، ضابط جيش التحرير الوطني، محمد مازوني، حسب ما علم أمس الأربعاء لدى وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، وتقدم رئيس...
أكد وزير المالية، لعزيز فايد، أن السلطات العمومية ستواصل تنفيذ التدابير المتخذة في الخمس سنوات الأخيرة التي تهدف إلى تعبئة موارد إضافية مخصصة لدعم...
أكد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، أول أمس الثلاثاء، أنه يتعين على مجلس الأمن «العمل بحزم» لفرض وقف إطلاق النار في غزة، من أجل...
بعيدا عن لغة الأرقام وعن الخطابات السياسية والمجاملات البروتوكولية فإن الرسالة الأهم التي يمكن استخلاصها من الثلاثية الأخيرة المنعقدة الأحد الماضي هي أنه على المواطن الجزائري أن يغيّر سلوكه ونمط معيشته مستقبلا، سواء في طريقة الاستهلاك، أو في رؤيته للعمل وقيمته، وكذا في ضرورة الوعي بأن الريع غير دائم وأنه لن يبني اقتصادا قويا.
وعلى الرغم من أن ما قاله الوزير الأول عبد المالك سلال في مداخلاته طيلة اليوم كان واضحا ومفهوما للجميع، إلا أن المغزى الحقيقي الذي لابد أن يفهمه الرأي العام كله هو أن البلاد لن يكون بمقدورها الاستمرار في العطاء لأبنائها مجانا دون ان يقدموا هم لها ما يجب تقديمه،
و أن المستقبل ليس سهلا، ويفرض على الجميع مراجعة الطريق التي ساروا عليها منذ عقود لأن الوضع يختلف اليوم وسيختلف وسيتعقد أكثر في المستقبل.
الكلام عن ضرورة تنويع الاقتصاد الوطني و ترقية المؤسسة الوطنية عمومية وخاصة، وترقية الصادرات خارج المحروقات مفهوم بشكل معين لأرباب العمل والمقاولين، وهو مرادف للربح والتوسع غالبا بالنسبة لهم، لكن مفهومه ومغزاه البعيد يختلف بالنسبة للمواطن العادي الذي يدفع الثمن عند كل أزمة أو هبوط لأسعار النفط.
ومن هذا المنطلق وبما أن الزيادات التي أقرتها الحكومة على بعض المواد مثل البنزين والكهرباء وغيرها، والتي ستقررها ربما مستقبلا يحس بها المواطن العادي البسيط أكثر من غيره، و أي زيادة في سعر الخبز أو الزيت أو السكر أو السميد سيقع عبؤها الأكبر على الفرد العادي دائما، لذلك فإن على هذا الاخير الالتفات إلى طريقة أخرى للعيش، يمكنه بها تجاوز العديد من مصاعب المعيشة.
إن النموذج الاقتصادي الجديد الذي أعلن عنه الوزير الأول عبد المالك سلال رفقة حكومته يحمل في طياته دعوة صريحة للمواطن كي يغيّر مستقبلا من رؤيته للعمل، و أن يتجه فعلا نحو تثمين العمل أينما كان وكيفما كان، وأن يثمن فعلا العمل ويعطيه القيمة الحقيقة له، وأن يبتعد عن الغش والتحايل الذي لن يؤدي إلا إلى الانهيار، أن يعي جيدا أن العمل وحده يمكنه تغيير الواقع اليومي لأي مواطن، ويقفز به نحو مكانة اجتماعية أخرى.
حديث الوزير الأول عن وضع تسهيلات أمام أصحاب المؤسسات الصغيرة وأرباب العمل والمستثمرين بصفة عامة، يعني في جانب من جوانبه فتح المجال لأي مواطن - يكون جادا- أن يسلك طريق الربح، أو على الأقل طريقا يمكن أن يؤدي به الى مواقع اجتماعية أرفع وأحسن من تلك التي يوجد عليها اليوم.
وفي الحقيقة فإن حديث المسؤولين عن المتاعب والمصاعب التي يواجهها الاقتصاد الوطني المتأثر بتراجع أسعار النفط رغم قدرته على مقاومة الصدمة حتى الآن، لابد أن ينعكس في شكل وعي جديد يؤدي بنا إلى تبني سلوكات جديدة غير تلك التي سرنا عليها حتى الآن، لأن الوضع يختلف ويسير من الصعب نحو الأصعب، ونحن لا نعرف ماذا يخبئ المستقبل في هذا الشأن.
من غير المعقول أن لا تؤدي بنا الصدمات المتتالية إلى مراجعة على مستوى الذات وعلى مستويات أخرى، مراجعة سلوكياتنا الاقتصادية اليومية أمر مهم في مثل هذه اللحظات، مراجعة السلوك الاستهلاكي للمواطن الجزائري أصبح واجبا وضروريا لمحاربة التبذير واللامبالاة التي فعلت فينا فعلتها، نحن مجتمع مستهلك بشكل غير صحيح وحان الوقت للتصحيح.
لكن لا يمكن لأي كان إدراك قيمة أي شيء إلا إذا تعب فعلا من أجله.. ومن يتعب من أجل أي شيء لن يفرط فيه أو يعرضه للضياع بسهولة.
النصر