أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
مرة أخرى يكرر الكثير من المواطنين نفس السلوكيات السلبية بمجرد حلول شهر رمضان الكريم، رغم أن التجربة أثبتت أكثـر من مرة أن هذا الشهر سيمر عاديا، ولن تنزل السماء أو تفيض البحار.
والتهافت الكبير على اقتناء المواد الغذائية سواء في المساحات الكبرى أو في المتاجر لا يمكن تفسيره من أي ناحية كانت، سوى أنه في واقع الأمر عادة سيئة وطبع مشين، فالمواد الغذائية متوفرة بكثـرة، ولا توجد أدنى مؤشرات الندرة التي قد يتخوّف منها أي شخص، فما الذي يدفع رب عائلة مثلا إلى إعلان حالة طوارئ من أجل مواد متوفرة في كل مكان.
وفي الكثير من الأحيان فإن جشع التجار يجد سندا في مثل هذه السلوكيات التي يقوم بها المواطن، فهو الذي يغذي المضاربة ويدفع عن غير قصد إلى رفع الأسعار بشكل جنوني خاصة في الأيام الأولى لرمضان، لأن المضاربة تقع عندما يكون هناك إقبال على مادة معينة، عندها يقتنص المضاربون الفرصة ويحسبون جيدا بأن هذه المادة مقبلة على النفاد في السوق، فيعمدون إلى شراء كميات كبيرة، ثم يخرجونها بعد مدة بالأسعار التي يريدونها.
وفي بعض الأحيان فإن التلهف الكبير الذي يتسم به بعض الناس في رمضان يعطي الانطباع بأننا على حافة مجاعة حقيقية أو على أبواب حرب مفتوحة الأمد، في حين أن الواقع عكس ذلك تماما، ويبدو أن علم النفس أولى بتفسير مثل هذه السلوكيات الغريبة من أي علم آخر.
ويطال هذا التلهف والجشع حتى قطاعات أخرى غير المواد الغذائية، فلا غرابة أن تجد طوابير كبيرة أمام محطات البنزين في اليوم الأخير قبل حلول رمضان، دون سبب يذكر وكأن الجميع مقبل على سفر طويل، في حين أن الواقع يؤكد أن غالبية الجزائريين لا يتحركون كثيرا في رمضان، بل هناك من لا يستفيق أصلا من النوم، فهي إذن معادلة معكوسة، وهذا كله في ظل عدم وجود أي حديث عن أزمة وقود أصلا.
في النهاية فإن الكثير من المشاكل والظواهر نصنعها نحن بأنفسنا ونحن المسؤولون عنها في الحقيقة.
والأدهى والأمر، كما يقال، أن هؤلاء الذين يعلنون الطوارئ من أجل الأكل والشراب ولا يرون إلا بعين البطن، لا يتوانون في تقديم الدروس والمواعظ عما يحمله رمضان من أخلاق وقيم وحسنات، وعن السلوكيات التي يجب اتباعها في هذا الشهر.
وعلى الرغم من أن رمضان في مضمونه هو شيء روحاني أكثـر منه مادي، إلا أن مثل هذه القيم لم تستطع ردع الجشعين، وهنا لابد من التنبيه إلى أنه حتى المواطن البسيط الذي ينفق دون حساب أو منطق، هو في الحقيقة جشع أيضا ولو مع نفسه أو جيبه، وعلى الرغم من حملات التحسيس والتجارب السابقة إلا أن الأطنان من الخبز والمواد الغذائية ترمى طيلة الشهر الفضيل في سلات المهملات، وفي الرفوف وأدراج العمارات، وروائح الأكل تنبعث من كل مكان.
وصار لازما و واجبا من مهام الجميع دون استثناء العمل على تربية الناس وتهذيب سلوكياتهم الاجتماعية بالخصوص للقضاء على مثل هذه المظاهر التي لا تشرف أي مجتمع، كما صار لزاما أيضا شرح الدين على حقيقته والابتعاد عن الغلو، والخرافة وغيرها.
النصر