أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
يجاهر بالدعوة التي لم تعد تتطلب مكابدة ومواجهة وحروبا وهجرة، يكفي أن ينقر بأصابع العبقرية رسالته أو يعتدل أمام الكاميرا ويقولها مشافهة حتى تشيع.
يتقمّص الداعية بطريقة غير واعية النبيّ. وحتى و إن انزاحت التسمية إلى الحقل الديني دون سواه، فإن الدوافع إلى ممارسة “الدعوة” واحدة في جميع الحقول.
ولا يمكن أن ننتظر رواج هذه الوظيفة سوى في المجتمعات العربية الإسلامية التي تواجه صعوبة في الانتماء إلى عصرها فتعود إلى ذاكرتها لانتقاء بطولات تعتقد أنها ناجعة لمواجهة مشكلات آنية.
يحاول الداعية الديني استقطاب الجماهير وتوجيهها إلى الطريق القويم مستفيدا من وسائل الاتصال الحديثة التي تحمل خطابه إلى جميع الأمصار، وكذلك يفعل الكثير من المفكرين والكتاب والشعراء، بل وحتى بعض المذيعين والمواطنين العاديين الذين أصابهم شيء ممن سبقوا و من سيلحقون ولا يتخلف رجال السياسة الذين يجمعون بين النبوة والعسكرة.
في أعماق الداعية الديني كما في أعماق المفكر والشاعر... نبي كامن يجعله يلوّح برسالته التي يرى فيها الخلاص ويتفوّق عليهم السياسي بتوفره على أدوات وضع الرسالة موضع التنفيذ.
ويبدو المثقف أشدّ الدعاة تعاسة لأنه يتوهّم بأنه يقدم مشروعا مضادا لرجل الدين ورجل السياسة وهو يخضع بدوره لنفس الدوافع التي تحرّك خصميه، فحتى وهو يدعو إلى العلمانية يتصرف كنبي صاحب رسالة، بل ويقدّم حياته كسيرة عطرة وكنموذج يقترح إتباعه ويحاول إبهار الأتباع به ففي حياته المنمركة هدى للناس: كيف يأكل وكيف يلبس وكيف يقود السيارة وكيف يذهب إلى البحر وكيف ينام.
ورغم حسم التحليل النفسي في الأمراض المرتبطة بادعاء النبوة، إلا أن غياب النقد الذاتي والمراجعات الضرورية جعلت الأنبياء يتكاثرون بالطريقة المشؤومة ذاتها ولم ينفعهم الاحتكاك بالميراث العقلاني ولا بالثقافة الغربية التي انتسب البعض إليها وتبنى مقولاتها في الدين والعلمنة والعقل والسياسة والاجتماع. وتشجع المجتمعات التي تتعاطى الخرافات أسطورة الرجل المخلّص الذي يظهر فجأة ويظهر معه الخير، حيث يختزن اللاوعي الجمعي نماذج تدفع بعض الأفراد إلى تلمّس طريق النبوة سواء بممارسة وظائف دينية أو سياسية أو بالنبوغ في الفنون والآداب وما يصاحب ذلك من بروز بين القوم، ويجتمع هؤلاء وأولئك عند الفعل التعيس: “دعا”.
سليم بوفنداسة